آخر الأخبار
  توضيح رسمي حول التشويش على نظام "جي بي أس" في الأردن   وزير الصحة يرعى حفل حصول مركز خريبة السوق على شهادة الامتياز   اعلان حكومي بخصوص طريق جرش-المفرق   الذكرى الثلاثون لوفاة الملكة زين الشرف   رئيس الديوان الملكي يلتقي وفدين من رابطة الفنانين التشكيليين والتقدم الأكاديمي التربوي   بيان صادر عن الخطوط الجوية الملكية الأردنية .. ما الذي جاء فيه؟   طبيب أردني يحذر الاردنيين من السجائر الالكترونية   مدعوون للتعيين في وزارة الصحة (أسماء)   إنزالات جوية جديدة للقوات المسلحة الأردنية فوق شمال غزة - تفاصيل   قرار من المدعي العام بشأن شخص إختلس مليون وخمسة وعشرين ألف دينار .. والكشف عن دور زوجته بالقضية   الأردن على موعد مع حالة ماطرة استثنائية تستمر 10 أيام   إدارة السير: لا تتردد في إبلاغنا !   الجنايات تصدر حكما بحق رجل اقترف "العجائب" بزوجته قبل إنهاء حياتها   18 إصابة بحادث تصادم في الموجب   الملكية الأردنية تواصل جهودها لتعزيز الاستدامة البيئية وتزرع 1000 شجرة   1,223 مليار دينارا قيمة الصادرات الكلية للأردن حتى نهاية شباط الماضي   الدفاع المدني: 8 آلاف حالة استفادت من خدمات إسعاف التوجيه الطبي عن بعد   الدويري: فاتورة الكهرباء تبلغ نصف الكلف التشغيلية لسلطة المياه   الأردن يسير قافلة مساعدات غذائية جديدة إلى قطاع غزة   قرار حكومي بشأن اشتراكات الضمان الاجتماعي

ثورة الفرح كسرت حاجز الخوف

{clean_title}
مثلما تونس ثورة الياسمين، لبنان ثورة الفرح والغناء، ثورة العائلات، واحتجاجات الشبان غير الطائفيين، فثورتهم عابرة للطوائف، يريدونها ثورة بيضاء مدنية، تُلغي الطائفية والمحاصصة، ولهذا لا اقتراحات الحزب التقدمي الاشتراكي، ولا استقالة وزراء القوات اللبنانية، ولا قرارات حكومة سعد الحريري، ولا تدخل حسن نصر الله ونصائحه، « عبّتْ رؤوس الشباب الحامية» ودفعت نحو التراجع وقبول الاقتراحات والتحسينات وخفض الضرائب ورواتب الوزراء والنواب، هدفهم بات : الدولة، يريدون استرداد الدولة اللبنانية المخطوفة من زعماء الطوائف منذ الاحتلال الفرنسي الذي أرسى التقاسم الوظيفي بين زعماء الطوائف، وتقسيم الكعكة اللبنانية فيما بينهم لمصلحة مجموعة من عائلات الاقطاع السياسي، فالوزير ابنه وزير، والنائب ابنه نائب، والشيخ ابنه شيخ، وهكذا أباً عن جد يتوارثون الألقاب والوظائف والمهام والزعامة، وهذا ما قامت الاحتجاجات بشأنه ورفضه وتغييره.
لقد عشت لمدة سنتين في الجنوب اللبناني، كمقاتل في صفوف الثورة الفلسطينية، في قرى العرقوب: كفر حمام وكفر شوبا والفريديس والمجيدية والعديسة والخيام، وكانت من أجمل أيام عمري بسبب التعامل اليومي مع الفلاحين اللبنانيين وحضانتهم لنا، ولمست عن قرب مشاعرهم ووطنيتهم وقوميتهم، ومحبتهم لفلسطين كما هي للبنان، وغالباً ما كان يحمل لنا كهولهم قصص السفر إلى فلسطين وإلى القدس وبيت لحم والناصرة والجليل كل حسب ديانته، وعنوانها ذكريات الماضي الجميلة والتطلع إلى المستقبل لتعود فلسطين محررة لأهلها وأصحابها، وكنت أستمتع بأحاديثهم وقرويتهم وكرمهم وأحسدهم على رقي تعاملهم معي كفدائي، ولذلك أغضبُ على من يمس لبنان وشعبه، وأحزن على ما يتعرض له شعب لبنان من أذى، أو من يمسهم بكلمة تنزل عن التقدير، اللبنانيون شعب متحضر يقترب من العصر ويعيشه، والذين يغارون منه لأنهم دونه ويصعب عليهم أن يرتقوا لوعيه وحياته وتحضره.
حينما قرر شعب لبنان قهر العدو الإسرائيلي وطرده فعل ذلك بكل كبرياء مع بداية الألفية الثانية، فلا أحد يملك المزايدة عليه في خيار النضال والمقاومة، وها هو يُسجل ربيعه بامتياز مقروناً بالعزيمة والصلابة والفرح في نفس الوقت، إنها ثورة الأغاني والدبكة من أجل لبنان تسوده المواطنة كي تنتصر لديه وعنده المساواة، بعد إلغاء الطائفية ومحاصصتها غير المقبولة وغير المجدية وغير الصالحة نحو لبنان الغد، لبنان لكل اللبنانيين بدون تقاسم طائفي ومحاصصة وظيفية، ونحو لبنان الوطني الديمقراطي المنسجم مع عروبته وتقدميته ورافعة لأمته ولجيرانه من الأشقاء وللعالم